1. سياسة التعليم ونظامه في المملكة العربية السعودية
أ.د/محمود مراد
المحاضرة الأولي

2. سياسة التعليم في المملكة
تمهيد
سياسة التعليم هي حصيلة الفلسفة التربوية التي تُشتق من الفلسفة العامة للمجتمع ، فهي ليست جزءاً منفصلا عن السياسة العامة للدولة.
ويمكن تعريفها بأنها ” مجموعة المبادئ والقواعد والمعايير التي تحدد مسيرة التربية، والاتجاهات الرئيسة التي تحدد وجهة حركتها في المجتمع نحو الأهداف الكبرى التي يراها المجتمع صالحة لأبنائه خلال حقبة زمنية محددة“ .
في المملكة السياسة التعليمية يوجهها ويرسم ملامحها العامة إطار فكري مستمد من الإسلام، ومن ثم فهي تركز على العلوم الشرعية بشكل كبير، لكنها في الوقت ذاته لا تغفل التناسق الكامل مع العلم والتقنية الحديثة، إنها تجمع بين الأصالة والمعاصرة ، بين الثوابت والمتغيرات .

3. مصادر السياسة التعليمية
1- طبيعة المجتمع :
لكل مجتمع عقائده وعاداته وثقافته ، ولا يمكن أن يقوم نظام تعليمي ناجح دون أن يأخذ في مقوماته الثوابت والقيم الثقافية والدينية السائدة في هذا المجتمع .
وفي المملكة تتخذ السياسة التعليمية من ثوابت ومقومات المجتمع السعودي مصدراً لمكونات بنائها . وأبرز هذه الثوابت ما يلي :
الاحتفاظ بكثير من المعتقدات والمفاهيم والقيم الإسلامية .
الاحتفاظ بمعايير السلوك والتعامل في الإسلام .
إيمانه العميق بالنظام الاجتماعي الإسلامي .
تأثير العقيدة الإسلامية في توليد المشاعر وتزكية الآمال وحفز الطموحات.
اهتمامه بالتربية كوسيلة للارتقاء بأجياله.
امتلاكه الكثير من مقومات القوة المادية من خيرات وثروات .

4. تابع : مصادر السياسة التعليمية
2- طبيعة الإنسان :
الطبيعة الإنسانية مرنة وقابلة للتعلم والتكيف ، وفي الوقت ذاته معقدة ومتعددة الجوانب، وهي متفاوتة من شخص لأخر .
وعلى النظام التعليمي أن يراعي الخصائص التالية :
يشترك المتعلم مع غيره من المتعلمين في خصائص عامة ويختلف في أخرى .
يجب ان يشمل نمو الفرد جميع جوانبه الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية
تؤثر الوراثة والبيئة في نمو الفرد .
نمو الفرد عملية مستمرة ومتكاملة.
لكل فرد حاجاته ومطالبه الخاصة التي ينبغي مراعاتها عند التعليم.
لكل متعلم ميوله واستعداداته واتجاهاته وقدراته التي ينبغي مراعاتها .
* إذن ينبغي أن تنطلق السياسة التعليمية في المملكة من أمرين :
أ- المعتقدات والتصورات والقيم الأخلاقية الإسلامية .
ب- استيعاب العلوم المتقدمة والمتعلقة بالإنسان .

5. تابع : مصادر السياسة التعليمية
3- طبيعة العصر :
يجب على النظام التعليمي مراعاة طبيعة العصر لأنه يؤثر في حياة المجتمع بأسره. إذ ينبغي أن يستثير هممنا وعقولنا، وأن نحشد جميع طاقاتنا لكسر أصفاد الهيمنة الغربية. وأهم سمات العصر الذي نعيش فيه:
التفجر المعرفي ، وثورة الاتصالات والمعلومات.
السرعة الفائقة في التغيرات التي تحدث في كافة جوانب الحياة .
الاتجاه نحو تكوين كيانات بشرية كبرى .
الاتجاه نحو سيطرة الدول المتقدمة على العالم النامي اقتصاديا وسياسيا وثقافيا .
استخدام المعونات والقروض وسيلة لتوجيه حركة المجتمعات الفقيرة .
خضوع قرارات المنظمات الدولية لمصالح الدول الكبرى .
استمرا اتساع الفجوة الحضارية بين الدول المتقدمة والدول النامية .
اختلاط الثقافات والحضارات وشحوب الهوية الوطنية ، التحول إلي العصر الكوني .
الاعتماد على التعليم والبحث العلمي والتقنية في تنمية المجتمعات .

6. تابع : مصادر السياسة التعليمية
3- ( تابع ) طبيعة العصر :
س : ما الذي ينبغي علينا فعله في سياستنا التربوية تجاه طبيعة العصر؟
يجب أن نأخذ في الحسبان أهمية التفاعل مع المستجدات الايجابية في هذا العصر، وأن نعمل على تجنب الظواهر السلبية التي تغزو مجتمعنا السعودي من حين لأخر باسم الحضارة والمدنية . وذلك من خلال طريقين :
الأول: العودة إلي تراثنا الإسلامي الأصيل لنستلهم منه فلسفتنا وسياستنا وأساليبنا التربوية .
الثاني: الاطلاع على التربية الحديثة بمناهجها ونظرياتها وأساليبها ثم نقوم بعرضها على تصور الإسلام للتربية لنخرج من ذلك كله بتربية اسلامية تجمع بين الصالة والمعاصرة معا.
4- المفاهيم التربوية السائدة
تتأثر سياسة النظام التعليمي بالمفاهيم التربوية التي يؤمن بها القائمون على وضع هذه السياسة، إذ غالبا ما يطبقون أفكارهم التربوية ونظرياتهم النفسية على أرض الواقع .
للتربية جانبان لا يمكن فصل أحدهما عن الأخر : جانب نفسي وأخر اجتماعي ، فلا يمكن للتربية التي تحلق في سماء التنظير أن تنجح، بل عليها أن تنظر إلي الواقع ، وتأخذ في الاعتبار قدرات المتعلم واهتماماته . اضافة إلي ضرورة أن يقوم عليها مختصون أكفاء .

7. مصادر السياسة التعليمية
تنبيه هام
كل محاضرات المقرر وكذلك الأسئلة والتعليمات والاختبارات
موجودة على موقعي على صفحة الجامعة في الرابط التالي:
أيقونة : طلابي مقرر نظم وسياسة التعليم