1. التأهيل المهني والمجتمعي للأشخاص المعوقين مقارنة بين التأهيل المهني المؤسسي و التأهيل المهني المجتمعي إعداد : عبد الباسط عباس محمد

2. مقدّمة : ـ إنّ أهم مبدأ في التأهيل المهني هو التشغيل وهو أيضا هدفه النهائي، أي إدماج الشخص المعوق في سوق العّمل، وإذا لم يتم ذلك فسوف يؤدي إلى زيادة عدد العاطلين عن العمل. إنّ أهم مبدأ في التأهيل المهني هو التشغيل وهو أيضا هدفه النهائي، أي إدماج الشخص المعوق في سوق العّمل، وإذا لم يتم ذلك فسوف يؤدي إلى زيادة عدد العاطلين عن العمل. أن التدريب بحد ذاته لا يخلق وظائف، ولكنّ المهارات ( تصدأ ) إذا لم يتمّ استغلالها. أن التدريب بحد ذاته لا يخلق وظائف، ولكنّ المهارات ( تصدأ ) إذا لم يتمّ استغلالها.

3. هناك وجهتا نظر متعارضتان نسبيا حول المفاضلة ما بين التأهيل المهني المجتمعي والتأهيل المهني المؤسّسي وكلتاهما ترى أنها الأفضل والأكثر استجابة لواقع واحتياجات الأشخاص المعوّقين واحتياجاتهم، ولكن ما هو تعريف كل منهما؟ هناك وجهتا نظر متعارضتان نسبيا حول المفاضلة ما بين التأهيل المهني المجتمعي والتأهيل المهني المؤسّسي وكلتاهما ترى أنها الأفضل والأكثر استجابة لواقع واحتياجات الأشخاص المعوّقين واحتياجاتهم، ولكن ما هو تعريف كل منهما؟

4. التأهيل المهني المؤسّسي ـ ببساطة – هو ذلك التأهيل الذي يتلقّاه المتدرب / ة في مؤسّسة مخصّصة لذلك سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصّة ضمن برنامج مُعدٍّ مسبقا وخطة مرتبطة بزمن محدّد ويعتمد على مدرب مؤهّل. التأهيل المهني المؤسّسي ـ ببساطة – هو ذلك التأهيل الذي يتلقّاه المتدرب / ة في مؤسّسة مخصّصة لذلك سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصّة ضمن برنامج مُعدٍّ مسبقا وخطة مرتبطة بزمن محدّد ويعتمد على مدرب مؤهّل. يرى أصحاب هذا النوع أنّه أجدى وأكثر فائدة وتخصّصية إذ هو فرديّ التوجّه وناتج بعد تقييم متعمّق، وبيئته شبه نموذجية، بالإضافة لكونه مرتبطا بمنهاج محدّد يعتمد نظام الوحدات المتسلسلة. يرى أصحاب هذا النوع أنّه أجدى وأكثر فائدة وتخصّصية إذ هو فرديّ التوجّه وناتج بعد تقييم متعمّق، وبيئته شبه نموذجية، بالإضافة لكونه مرتبطا بمنهاج محدّد يعتمد نظام الوحدات المتسلسلة.

5. التأهيل المهني المجتمعي هو ذلك النوع من التأهيل الذي يعتمد على استغلال مصادر المجتمع المحلّي بجميع مستوياتها لتوفير التدريب الذي يحتاجه الشخص المعوّق ثمّ دمجه بسوق العمل مباشرة بعد انتهاء التدريب وعادة ما يتم ذلك في نفس المكان الذي تدرّب فيه وأحيانا في مكان آخر. التأهيل المهني المجتمعي هو ذلك النوع من التأهيل الذي يعتمد على استغلال مصادر المجتمع المحلّي بجميع مستوياتها لتوفير التدريب الذي يحتاجه الشخص المعوّق ثمّ دمجه بسوق العمل مباشرة بعد انتهاء التدريب وعادة ما يتم ذلك في نفس المكان الذي تدرّب فيه وأحيانا في مكان آخر. يعتمد هذا التأهيل على مبادئ أساسية منها أن التدريب وسيلة وليس غاية، وأن هدف التدريب هو التشغيل، والمجتمع غني بمصادره وإمكانياته، ويرى أصحابه أنه أجدى وهو عمليّ بصورة كبيرة وتنعدم فيه البيروقراطية ويشكل ضمانا حقيقيّا للتشغيل. يعتمد هذا التأهيل على مبادئ أساسية منها أن التدريب وسيلة وليس غاية، وأن هدف التدريب هو التشغيل، والمجتمع غني بمصادره وإمكانياته، ويرى أصحابه أنه أجدى وهو عمليّ بصورة كبيرة وتنعدم فيه البيروقراطية ويشكل ضمانا حقيقيّا للتشغيل.

6. هناك نوع ثالث يدمج النوعين معا بحيث يشتمل على التأهيل المهني المجتمعي والمؤسسي في إطار خطة عمل معدة مسبقا ومرتبطة بظروف المؤسسة وسوق العمل والمجتمع المحلي، وسوف تتم الإشارة له بالتفصيل لاحقا. هناك نوع ثالث يدمج النوعين معا بحيث يشتمل على التأهيل المهني المجتمعي والمؤسسي في إطار خطة عمل معدة مسبقا ومرتبطة بظروف المؤسسة وسوق العمل والمجتمع المحلي، وسوف تتم الإشارة له بالتفصيل لاحقا.

7. يبين الجدول التالي مقارنة بين هذين النوعين من التأهيل ضمن أربعة عشر متغيرا تمّ انتقاؤها بعناية لتوضيح الفروق بينهما : يبين الجدول التالي مقارنة بين هذين النوعين من التأهيل ضمن أربعة عشر متغيرا تمّ انتقاؤها بعناية لتوضيح الفروق بينهما :

8. التأهيل المهني المؤسّسي أطول ذو قدرة استيعابية محددة مقنّن / شبه مقنن أبطأ غير مضمون دعم أكاديمي مُمَنهج أكثر أبطأ يتم ضمن خطوات تقييمية أقصر مدة ذو قدرة استيعابية غير محددة منهاج مفتوح وغير مقنن أسرع في التكيف أضمن في التشغيل دعم أكاديمي عشوائي وحسب الحاجة أقل تكلفة أسرع في الدمج الاختيار عشوائي / تقليدي التأهيل المهني المجتمعي

9. التأهيل المهني المؤسسي المهن محددة يتواجد في التجمعات السكنية الكبيرة العلاقة مُبرمجة ويتفاوت تأثيرها إجراءات بيروقراطية طويلة أحيانا ظروف حماية معقولة التأهيل المهني المجتمعي يتواجد في كل التجمعات السكانية العلاقة مع الأهل تلقائية وذات تأثير مهن غير محددة تنعدم فيه الإجراءات البيروقراطية ظروف حماية متفاوتة المستوى

10. إن استعراض المقارنة في الجدول السابق تبيّن لنا ما يلي : إن استعراض المقارنة في الجدول السابق تبيّن لنا ما يلي : أولا : يبدو أن التأهيل المهني المجتمعي والمعتمد على السوق المحلّي له ( الغلبة ) والتفوّق، فعناصر مثل التكلفة وفرص التشغيل وسرعة الدمج وأماكن التواجد على سبيل المثال، لا يمكن إنكارها، غير أن هناك عناصر أخرى تميل لصالح التأهيل المهني المؤسّسي مثل المنهاج وكيفية اختيار المرشّحين وظروف الحماية. أولا : يبدو أن التأهيل المهني المجتمعي والمعتمد على السوق المحلّي له ( الغلبة ) والتفوّق، فعناصر مثل التكلفة وفرص التشغيل وسرعة الدمج وأماكن التواجد على سبيل المثال، لا يمكن إنكارها، غير أن هناك عناصر أخرى تميل لصالح التأهيل المهني المؤسّسي مثل المنهاج وكيفية اختيار المرشّحين وظروف الحماية.

11. ثانيا : هناك خصوصية لكل مجتمع عند تناوله لقضايا الإعاقة بشكل عام والتأهيل المهني بشكل خاص، فالدول الغنية بالإمكانيات المادية قد تتّجه نحو التأهيل المهني المؤسّسي بحكم توفر عناصر ذلك، أما الدول الفقيرة والنامية فقد تجد في التأهيل المبني على المجتمع فرصا أفضل وبديلا عمليا لتحقيق الغايات المنشودة. ثانيا : هناك خصوصية لكل مجتمع عند تناوله لقضايا الإعاقة بشكل عام والتأهيل المهني بشكل خاص، فالدول الغنية بالإمكانيات المادية قد تتّجه نحو التأهيل المهني المؤسّسي بحكم توفر عناصر ذلك، أما الدول الفقيرة والنامية فقد تجد في التأهيل المبني على المجتمع فرصا أفضل وبديلا عمليا لتحقيق الغايات المنشودة.

12. ثالثا : ليست هناك فرضية مطلقة أو حكم نهائي نحو أيِّ النوعين من التأهيل المهني الذي يجب تبنّيه أو اعتماده، فما هو ملائم لمجتمع قد لا يكون ملائما لمجتمع آخر ثالثا : ليست هناك فرضية مطلقة أو حكم نهائي نحو أيِّ النوعين من التأهيل المهني الذي يجب تبنّيه أو اعتماده، فما هو ملائم لمجتمع قد لا يكون ملائما لمجتمع آخر اليابان على سبيل المثال تعتمد التوجه المؤسسي في غالب الأحيان، أما بعض دول أوروبا فتعتمد التوجهين معا، في حين أن الدول النامية تعتمد أكثر على المجتمع المحلي وموارده. اليابان على سبيل المثال تعتمد التوجه المؤسسي في غالب الأحيان، أما بعض دول أوروبا فتعتمد التوجهين معا، في حين أن الدول النامية تعتمد أكثر على المجتمع المحلي وموارده.

13. رابعا : تشير التوقّعات الإحصائية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة الأشخاص المعوقين في الدول النامية ستزداد في السنوات الثلاثين القادمة حسب الفئة العمرية كما يلي : رابعا : تشير التوقّعات الإحصائية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة الأشخاص المعوقين في الدول النامية ستزداد في السنوات الثلاثين القادمة حسب الفئة العمرية كما يلي : 1. من سن ( صفر ) إلى (4) نسبة الزيادة (5%)1. من سن ( صفر ) إلى (4) نسبة الزيادة (5%) 2. من سن ( 5) إلى (14) نسبة الزيادة (11%)2. من سن ( 5) إلى (14) نسبة الزيادة (11%) 3. من سن (15) إلى (29) نسبة الزيادة (29%)3. من سن (15) إلى (29) نسبة الزيادة (29%) 4. من سن (30) إلى (64) نسبة الزيادة (112%)4. من سن (30) إلى (64) نسبة الزيادة (112%)

14. إن هذا يعني أن الزيادة الكبيرة ستكون للأشـخاص الــذين هـــم فـي سن العمـل ( من سن 15 ــ إلى سن -) ، مما يستدعي خلق البرامج التأهيلية الملائمة للاستجابة لهذه الأعداد الهائلة، وكلما كان ذلك أسرع كلما كان أفضل وأقل تكلفة. إن هذا يعني أن الزيادة الكبيرة ستكون للأشـخاص الــذين هـــم فـي سن العمـل ( من سن 15 ــ إلى سن -) ، مما يستدعي خلق البرامج التأهيلية الملائمة للاستجابة لهذه الأعداد الهائلة، وكلما كان ذلك أسرع كلما كان أفضل وأقل تكلفة.

15. خامسا : لن يكون التأهيل المهني بأنواعه المختلفة مجديا، ما لم توازيه سياسة تشغيل واضحة وقادرة على استيعاب المؤهلين، إذ يجب أن نؤهّل لنشغّل وليس لزيادة أعداد العاطلين أو المتعطلين عن العمل، ولذلك فإن دراسة سوق العمل باستمرار من حيث المهن المتوفرة والمستقبلية والقدرة الاستيعابية وفرص التشغيل وغير ذلك، ضروري لمنع حدوث تراكم أعداد المؤهلين دون وجود إمكانية حقيقية لتشغيلهم. خامسا : لن يكون التأهيل المهني بأنواعه المختلفة مجديا، ما لم توازيه سياسة تشغيل واضحة وقادرة على استيعاب المؤهلين، إذ يجب أن نؤهّل لنشغّل وليس لزيادة أعداد العاطلين أو المتعطلين عن العمل، ولذلك فإن دراسة سوق العمل باستمرار من حيث المهن المتوفرة والمستقبلية والقدرة الاستيعابية وفرص التشغيل وغير ذلك، ضروري لمنع حدوث تراكم أعداد المؤهلين دون وجود إمكانية حقيقية لتشغيلهم.

16. سادسا : يستتبع ذلك بالضرورة ألاّ نعتبر أي تشغيل للشخص المعوّق أنه دمج حقيقي ما لم يكن العمل الذي التحق به ملائما ولائقابحيث يتناسب وقدراته ومهاراته وإمكانياته ويستطيع أن يتطور فيه أسوة بغيره في نفس الظروف والبيئة والفرص المتساوية، وهذا ما اكدّت عليه منظمة العمل الدولية سـنة 1999 و اتفاقيات حقوق الأشخاص المعوّقين المختلفة. سادسا : يستتبع ذلك بالضرورة ألاّ نعتبر أي تشغيل للشخص المعوّق أنه دمج حقيقي ما لم يكن العمل الذي التحق به ملائما ولائقابحيث يتناسب وقدراته ومهاراته وإمكانياته ويستطيع أن يتطور فيه أسوة بغيره في نفس الظروف والبيئة والفرص المتساوية، وهذا ما اكدّت عليه منظمة العمل الدولية سـنة 1999 و اتفاقيات حقوق الأشخاص المعوّقين المختلفة.

17. سابعا : لا يعني التأهيل المهني المجتمعي أنه منفصل كليا عن التأهيل المهني المؤسسي، وتبين تجربة مركز الشيخ خليفة أن بالإمكان دمج هذين النوعين، ويمكن توضيح ذلك كما يلي : 1. يستقبل المركز طلبات الأشخاص المعوّقين الراغبين في التأهيل المهني ويتم تقييمها وتصنيفها ضمن خطوات تضمن تلاؤم القدرة مع الرغبة وإمكانية التشغيل. 2. بعض هذه الحالات يتم إلحاقها بالمركز مباشرة، وبعضها يتم تحويله لمؤسسات أخرى والبعض الثالث إلى السوق المحلي مباشرة لتلقّي التدريب فيه.

18. 3. الأشخاص الذين يتلقّون التأهيل المهني في المركز، فإنّه وقبل انتهاء التدريب بفترة معقولة ( ستة أشهر على الأقل ) يتم إلحاقهم في ورش مماثلة بالسوق المحلي حيث يقضون فيه ثلاثة أيام في الأسبوع، ويعودون لقضاء باقي أيام الأسبوع في المركز، وتهدف هذه الخطوة إلى التحضير للانخراط بالسوق المحلي، وكذلك مقارنة التدريب المؤسسي بما يقدمه السوق نفسه سواء على مستوى المهارات أو العدد والأدوات المستخدمة، أو بيئة العمل ولغته الدارجة، وغير ذلك من أمور يجب حسمها لضمان الدمج الناجح عند التخرج.

19. 4. نجحت هذه الطريقة في التغلّب على بعض الصعوبات التي يواجهها المركز في التشغيل وخاصّة في الظروف الحالية، إذ أنّ صاحب العمل عادة ما يلجأ إلى تشغيل المتدرّب إذا ما أبدى استجابة معقولة وعكس مهاراته بطريقة مقنعة، ولهذا فإن المركز يحاول قدر الإمكان تزويد المتدرب / ة بها بشكل يساعده على الاندماج بسوق العمل وبيئته الطبيعية. 5. بلغت نسبة المشتغلين بهذه الطريقة مقارنة بالخريجين حوالي 40% وهي نسبة معقولة في ظل هذه الظروف.

20. خاتمة : ـ تؤكد كل التجارب العالمية في مجال الإعاقة والتأهيل أن عمومية المفاهيم، لا تلغي ـ بالضرورة ـ خصوصيّة التطبيق، ولهذا فإن لكل مجتمع الحقّ في اعتماد ما يراه ملائما وقابلا للتطبيق ومحقّقا للأهداف التي يضعها، غير أن هذه (النسبية) لا تعني عدم الاستفادة من تجارب الآخرين ولا (تُعيق) تنفيذها، وخاصّة تلك التي أثبتت جدواها وفاعليّتها وهذا ما يجب التأكيد عليه باستمرار.

21. شكرا لحسن استماعكم