العنف الأسري: رجالٌ يتكلّمون عزّه شرارة بيضون نفّذ الشق الميداني: عزّه ش. بيضون و دانييل حويّك

النساء تكلّمن بخلاف النساء المعنَّفات، فإن الرجال المعنِّفين في إطار أسرهم لا يتكلمون عن العنف؛ النساء تكلّمن في جلسات المحاكمة العربية الصُورية التي عُقدت في بيروت في العام 1995. مع انطلاق مسار العمل على "كسر الصمت" توسّعت فئات المستمعين إلى الناجيات من العنف: لتشتمل علىى العاملين في الصحة، المحامين والقضاة، التربويين، الإعلاميين، قوى الأمن، رجال الدين في المحاكم المذهبية، المشرّع إلخ. وكلامُهن مثبت في الشهادات وموثّق في الأبحاث الميدانية وفي تعبيرات فنية متنوّعة، نُفّذ معظمُها من وجهة نظر النساء.

شملengaging men الرجال: الاستماع إليهم لكن بعض المنظمات النسائية، و"أبعاد- مركز الموارد للمساواة الجندرية" منها، لا تكتفي باستهداف النساء ، بل تعمل على إشراك الرجال في نشاطاتها الساعية إلى تحقيق المساواة الجندرية. (من هؤلاء رجال الدين، كما السياسيين في مواقع القرار، مثلاً). إنشاء مركز للرجالMen Center الساعين، طوعاً، للتخلّص من نزوعهم إلى العنف عامة، وضد النساء خاصة، الأكثر أهمية من بين هذه النشاطات.

رجال يتكلمون دراسة الحالات - البحث الميداني النوعي - المثبت في الكتاب العنف الأسري: رجال يتكلّمون، والذي أجريتُه، بطلب من "أبعاد" وبدعم لوجستي ومادي منها، هو خطوة إضافية في واحد من المسارات التي اختطّتها "المنظمة" لنفسها: إشراك الرجال ما يميّز الرجال الذين قابلناهم في البحث النوعي، في مقابلة حرّة ومعمّقة كانوا كالتالي:

طريقة البحث العيّنة والوسيلة العيّنة: تسعة متَّهمون أمام القضاء اللبناني بتعنيف زوجاتهم، واثنان يلتمسان المساعدة النفسية للتخلص من تعنيف زوجتيهما. وسيلة البحث: مقابلة حرّة ومعمّقة لرواية معيشهم الذي أودى بهم إلى القضاء أو إلى العلاج النفسي، بحسب الحالة. رواياتهم عرّفتنا على الديناميات التي تحكم عيشهم الأسري أي: العوامل الشخصية والاجتماعية المؤثّرة في جعل العنف وسيلة التبادل بين أشخاص الأسرة أيضاً تصوّراتهم للحلول التي تجعل أسرهم آمنة

دراسة هادفة هذه الدراسة طمحت لأن تكون هادفة؛ وهي التزمت، في الوقت نفسه،القواعد العلميةللأبحاث. هي تحترم التطلّب الراهن للعمل الاجتماعي الذي ينحو للاحتراف والمهنية، ولإنشاء خططه وبرامجه على قاعدة معرفية علمية. وتعمل على رصد الاستنتاجات العملية التفصيلية التي يسع الناشطات والناشطين في مهمّة مناهضة العنف ضد النساءالاستئناسَ بها.

Implications تضمينات للتأهيل النفس اجتماعي(1) الأسر العنيفة تختبر ضموراً في التواصل بين الزوجَين؛ الأمر الذي أحدث تفاوتاً في إدراكات الطرفين الفئتان تعيشان زمنَين مختلفَين: النساء يعشن زمن العصر الراهن ويرغبن في التمتّع بامتيازاته الرجال المعنِّفون متشبثون بـ"زمن جميل« : قوامة / رئاسة ويلقون الدعم من المعتقدات الدينية والقوانين الأسرية المذهبية كارهون لشيوع ثقافة المساواة وحقوق الإنسان في الخطاب الراهن، ومعادون لبعض مؤسسات الدولة والمجتمع ( المشرّع، القضاء، قوى الأمن، الجمعيات)

تضمينات للتأهيل (2) إن عيش الزوجين زمنَين غير متطابقين في المكان نفسه، ينجم عنه تباعد في الإدراكات واختلاف في الأطر المرجعية وينجم عن ذلك تخاطب بمفردات متفاوتة المعاني. إن إرساء أسس للحوار السلمي بين الزوجين ( أو بين أفراد الأسرة) يقوم على التقريب بين الزمنين المذكورين والعمل على توحيد مفردات التخاطب بين الزوجين. هو من بعض التضمينات العلاج- نفسية أو التأهيلية الضرورية

تضمينات للتدابير العملية يتوزّع المعنِّفون على كلّ الفئات العمرية والطبقية والمناطقية والطائفية والتعلمية والمهنية؛ هذه النتيجة كفيلة بجعل المتهمين من الرجال متساوين أمام القاضي وعنصر قوى الأمن والمرشد الاجتماعي ؛ علو الشأن الاجتماعي الثقافي ليس مانعا للعنف الأسري لا ينبغي وقوع المشكو إليهم تحت سطوة المعتقدات والأفكار الرائجة التي تنزّه الأزواج من فئات معيّنة عن ممارسة العنف. إن سلوك من هم في موقع تنفيذ الأحكام: قوى الأمن في المخافر والكتَبَة المكلّفين إبلاغ القرارات مهمّ لإعطاء صورة مشرقة للعدالة . من الجيّد خضوع هؤلاء جميعاً لبروتوكولات تحدّد لهم طرائق التعامل مع المتّهمين والمدّعين/المدّعيات

بالنسبة للقضاء تداعيات الشكوى/ الدعوى بالنسبة للقضاء تداعيات الشكوى/ الدعوى فترة التبليغ والادعاء هي حرِجة بالنسبة للمرأة، وتقتضي وجوب اتخاذ الحذر والحيطة لأن التبليغ يدرك من جانب الجاني خيانة لعقد الشراكة ويطلق المزيد من العنف . هكذا، يمسي القانون الذي يدّعي حماية النساء، بالنسبة للبعض، محرّضاً على المزيد من العنف وأحياناً القتل هناك أهمية مضاعفة لحسن التطبيق إن لجهة حماية فعّالة للزوجة/ الشاكية مضمونة من الدولة وأجهزتها الأمنية والاجتماعية، أو لجهة كبح حقيقي لعنف الجاني

تضمينات للحركة النسوية تدرك المنظمات النسائية أن إنجاح تطبيق القانون 293/2014 يوازي أهمية إقراره، وأن مواجهة المواقف السلبية تجاهه يعززها تطبيقاً عادلاً للأحكام الصادرة في إطاره ضرورة تطوير مواكبة عمل القضاء عن كثب لإرساء قاعدة متينة لجعل القانون المدني المرجع النهائي لمعالجة العنف الأسري ضد النساء القانون يستوي نموذجاً يُحتذى للتشريع لقانون مدني موحّد للأحوال الشخصية

الحاجة إلى مزيد من الأبحاث الحاجة إلى مزيد من الأبحاث دراستنا هذه توسلت المنهج النوعيqualitative وتفضي إلى استبصارات insightsوفرضيات مقبولة منطقياً... لكن نتائجها غير نهائية: هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات النوعية والكمية كلَّ المعنيين بالأسرة وبأحوال أشخاصها مدعوّون إلى العناية بالتوثيق، .. ونتمنى عليهم، توفير المعلومات الموثقة لديهم لنا.... نحن الباحثين والباحثات في شؤون الأسرة والجندر. وذلك ليتسنّى لنا استكمال مسيرة بدأناها منذ أكثر من عقدَين... حين بدأت النساء يتكلّمن

شكراً لإصغائكم