1. 
بطريركية الاقباط الارثوذكس الاسكندرية اللجنة المركزية لاعداد الخدام

2. خطورة اللاعقيدة

3. أحياناً ما يكون الفارق بين العقيدة والطقس مبهماً بالنسبة لنا ولكن هذه هى كنيستنا وهذا هو إيماننا ولابد أن نكون على درايه تامة بكل الطقوس والعقائد التى فى كنيستنا المجيدة لكى نقدر أن نعيش هذا الإيمان بشكل سليم.
+ يقول معلمنا بولس الرسول لتيموثاوس تلميذه " إعكف على القراءة والوعظ والتعليم " ( اتى 4: 13 ) فما هو الفارق ؟ القراءة تعنى المعرفة الفكرية والوعظ أى يعظ الشعب أمّا التعليم فهو شىء آخر غير الوعظ وأجمل ما فى كنيستنا القبطية أنّ تعليمها عظات وعظاتها تعليم التعليم به فهم وإستيعاب أمّا الوعظ فهو تطبيق التعليم .
+ فإذا تحدّثنا عن التجسّد وأسبابه فهذا تعليم أمّا لو تكلّمنا عن بركات التجسّد فهذا وعظ وكنيستنا تحوى بداخلها العقيدة والطقس والتعليم والوعظ ومؤسسها هو الرب يسوع ذاته منذ أن كان على الأرض

4. + توجد مشكلة فى جيلنا وهى أنّ كثيرين لا يريدون معرفة العقيدة أو الطقس بل يريدون كلمات روحية فقط ومن هذا المنفذ تسلّل بعض الذين هم بلاعقيدة أو طائفة قائلين " إننا نتكلّم عن يسوع فقط بدون التعرّض لطائفتك سواء أرثوذكس أو كاثوليك أو بروتوستانت "
ونحن نقول أنّ هذا الفكر سوف يهدم شيئاً هاماً لأنّ الحياة لابد أن تكون مبنية على عقيدة سليمة وفكر ورؤية سليمة بحسب المسيح لأنّ أساس الحياة الروحية الصحيحة حياة عقيدية ( فكرية ) سليمة
فمثلاً : هناك طائفة فى الهند ( الهندوس ) تمارس تقشفات عنيفة وأصوام شديدة ولكن هذا ليس صوماً لله0 بل هم أصحاب فكرة إعتقدوا بها وآمنوا بها فهذا ليس صوماً بل هو نظرية

5. ويشبههم طائفة أخرى تسمّى النباتيين فهل هؤلاء صائمون ؟ بالطبع لا لأنهم يفعلون هذا بإعتبار أنّ الأطعمة النباتية تقوّى من الصحة فقط
وهناك من هو نباتى لأنّه لا يقبل أن يأكل حيواناً يموت فهذه أيضاً نظرية فى الحياة وليست إيماناً إنها مجرد فكرة صحية أيضاً بعض إخوتنا المسلمين المتصوفين يصومون ويصلّون ويتعّبدون فهل هؤلاء فكرتهم صحيحة روحياً بحيث أنّ العبادة تقبل أمام الله أم لا ؟ هذا أمر مهم
فى حين أنّ الصوم فى الكنيسة يعتمد على إيمان وفكر وهدف معيّن وهكذا فقد يكون للصوم نفس الهيئة من الخارج ولكن الممارسة والهدف هو الفارق وهو نقطة الإختلاف ونقطة التميّز
إذاً فكونى أعيش مع المسيح بدون فكر أو رؤية عقيدية فهذا خطأ لأنّ العقيدة هى التى تعرّفنى بأسلوب الحياة مع المسيح

6. + وقد يكون البعض منّا سطحياً كنوع من المحبة مع الآخرين ولكن هل المحبة تعنى أن أكون سطحياً ومتهاوناً بعقيدتى ؟
+ إذا تكلّمنا عن التوبة كلاماً جميلاً لكننا لم نتكلّم عن الإعتراف والتناول والغفران أو أى عقيدة يرتكز عليها خلاصك فهنا نكون قد أخطأنا فى حقك
وإذا تكلّمنا عن دم المسيح الذى يغفر كل خطية ولم نذكر المذبح فأين نتقابل مع هذا الدم ؟ إذاً فكون الإنسان يتكلّم عن أمر ما ليس له أساس عقيدى فهذا نوع من الخواء

7. + ونتذّكر أنّ الأنبا ديسقوروس البطريرك الأسكندرى فضّل التعذيب عن أن يغيّر فى إيمانه وعقيدتة فى المسيح شيئا وجمع أسنانه التى سقطت وشعر لحيته المنتوف وأرسله إلى شعبه بالأسكندرية قائلاً لهم " هذه ثمرة إيمانى فأثبتوا على الإيمان حتى النهاية " وهكذا فالعقيدة ليست شيئاً ثانوياً أو جانبياً ولكنه أساس تبنى عليه الحياة الروحية
+ ونحن نرى اليوم بعض الناس يقولون أنهم لا ينتمون لأى طائفة بل يتكلّمون عن المسيح فقط فهؤلاء ذئاب فى ثياب حملان ويقدّمون السم فى العسل ويدعون " اللاطائفيين " وهو نوع من الخداع لأنهم يعرفون أفكار شعبنا وأبنائنا أنهم يرفضون الحوار مع الطوائف الأخرى فأتوا فى ثوب جديد ثوب اللاطائفة

8. + وفى أحد المرات سأل نيافة الأنبا موسى اسقف الشباب هل هناك فارق بين " ضد الأرثوذكس ANTI- ORTHODOX " و " اللاأرثوذكس NON- ORTHODOX " ؟ وأيهما أخطر ؟ ثم أجاب قائلاً أنّ اللاأرثوذكس هم أخطر لماذا ؟
لأنّ ضد الأرثوذكس ANTI –ORTHODOXهم واضحين إذ يرفضون مباشرة ما يخص إيماننا من الأسرار والكهنوت والذبيحة و ..إلخ 0بينما اللاأرثوذكس NON-ORTHODOX يأتون بمظهر متخفّى لا يتناقش فى أى شىء وتحت شعار أننا واحد فى المسيح يستدرجون البسطاء لإنكار الأسرار والكهنوت والشفاعة حتى يجرّدوهم فى النهاية من إيمانهم السليم0من كنيستهم ومن مسيحهم

9. وهؤلاء عندما يأتون يقولون أننا كلنا إخوه فى المسيح وعندما تستمع لهم تجد عبارات غريبة فى كلماتهم وإسلوب نفسى غريب فى العبادة وإذ تعرف أنّ " لغتك تظهرك " فإننا نتهم حينئذٍ تلك العقيدة التى أرادوا أن يخبئّوها و يخدعونا
وهناك ثلاث كلمات هامة تقرّب لنا مفهوم ومعنى العقيدة والطقس

10. ملحوظة : كلمة " طقس " مأخوذة من الكلمة اليونانية TAKSIS بمعنى نظام
فكرة وجدان ممارسة
عقيدة طقس
فكرة فى العقل تترجم لمشاعر فى القلب والوجدان تترجم إلى سلوك
ممارسة
عقيدة طقس
فكرة فى العقل يعبّر عن فكرة فى الوجدان والقلب يعبّر عن مشاعر وسلوك
إذاً فالطقس هو ممارسة تعبّر عن وجدان ينبع من فكرة
والعقيدة هى فكرة تُترجم إلى مشاعر فى الوجدان وتطبّق فى شكل ممارسة

11. إذاً ما معنى عقيدة ؟
هى فكرة إعتقدت بها وثبتت فىّ وصرت أنا وهى واحداً ودخلت معها فى عقد
ولنأخذ الآن بعض مفردات هذا الإيمان العظيم الفكرة والتطبيق أو العقيدة والطقس

12. الله موجود
وهذه فكرة أو رؤية يؤمن بها الكثيرون فى العالم أحياناً بلا تطبيق ولكن هذه الفكرة وُلدت فى وجدانى فأحببت الله وإختلط حبه بمشاعرى وكيانى وتصرفاتى وافكارى فصار سلوكى فى مخافة الله وصرت أحيا فى هذا السلوك حتى ولو كنت بمفردى
وهكذا فعندما طلبت زوجة فوطيفار من يوسف العفيف أن يفعل الخطية قال لها "كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطىء إلى الله " ( تك39: 9 ) وذلك لأنّه يؤمن بعقيدة ما وهى أنّ الله موجود وكائن فى كل مكان وهو يرى كل شىء وعندما عاش يوسف هذه الفكرة وأحبها صارت ممارسة مقدسة له فرفض الخطية وهرب منها

13. الثالوث القدوس
يعلّمنا الكتاب المقدس أنّ الله هو ثلاثة أقانيم فى واحد ، الآب والإبن والروح القدس إله واحد وهذه الفكرة تتحد بمشاعرى ووجدانى فتُترجم لسلوك وحب للثالوث القدوس ومن ثمّ نطبقها كعاده رشم الصليب فنقول " بإسم الآب والإبن والروح القدس الله الواحد أمين " ، الله الآب ضابط الكل والإبن تجسّد من بطن العذراء مريم وخلّصنا والروح القدس نقلنا من التدبير الشمالى إلى التدبير اليمينى وهذا هو رشم الصليب 0هو فكرة طبقتها وعشتها فى حياتى

14. وهنا تظهر حكمة كنيستنا القبطية أن تعرف كيف تمزج العقيدة بالطقس والطقس بالعقيدة لأنّ العقيدة هى فكرة أو معلومات نمارسها ونعيشها بالطقس وهذا الطقس تمارسة الكنيسة فى كل ممارساتها الرشومات الثلاثة التى يرشمها الكاهن هى " بإسم الآب والإبن والروح القدس " يستخدمها الكاهن لتقديس كل الأسرار وكل الممارسات الكنسية لأننا أحببنا الثالوث ودخل إلى أعماق الوجدان فمارسناه فى حياتنا المعاشة

15. وهكذا ففى إختيار الحمل مثلاً يرشم الكاهن ثلاث رشومات على الحمل والقاروره أيضاً وأى ماء يجعل رشم الثالوث يصير ماء مقدساً بفعل قوة الثالوث
أيضاً نلمس الثالوث فى " اللهم إرحمنا " فالكاهن يحمل صليباً به ثلاث شمعات متساوية ويباركنا بهم وهذا المشهد يمثّل الثالوث فهم ثلاثة فى واحد
وكأنّ الأب الكاهن يبارك الشعب بنور الثالوث وهم بنفس الوقت بفعل واحد وحركة واحدة لأنّ الثلاثة هم واحد
وهكذا نرى أنها فكرة صغيرة لكنها تعبّر عن عقيدة إذاً لا يوجد أى طقس فى الكنيسة إلاّ والغرض منه التعبير عن إيمان معيّن تحياه الكنيسة وتعيش فيه

16. س : لماذا يمسك الكاهن والشماس معاً البشارة بعد أوشية الإنجيل ؟
يجب أن يمسك الكاهن والشماس معاً البشارة بعد أوشية الإنجيل ويدوران معاً حول المذبح وهذا إشارة إلى كرازة الإنجيل ( البشارة ) ويمسك الكاهن بالبشارة مع الشماس لأنهم حملا بشارة الخلاص للعالم ولأنّ فعل وتأثير الصليب قد إخترق العالم كله ونور الكرازة يثبت فعل الصليب
والكاهن يمثّل المسيح والشماس يمثّل يوحنا المعمدان السابق له والذى كان يعّد الطريق له وأيضاً هذا الشماس يمثّل الأباء الرسل الذين تسلّموا البشارة من الرب يسوع له المجد ونشروا نورها للعالم كله

17. شفاعة القديسين
نحن نؤمن أنّ العذراء هى والده الإله فهى قد ولدت لنا الله الكلمة بالحقيقة ومادامت هى والده الإله إذاً فلها كل الإكرام فأم الملك هى ملكة وهذه هى العقيدة الفكرة ذاتها أنّ العذراء هى التابوت العقلى الحامل الله ولكنها تابوت من نوع آخر
+ وصارت أم الله فى قلوبنا وصرنا نحبها وصارت لها مكانة فى قلوبنا وصارت قلوبنا تميل إليها فصرنا نتشفّع بها فى حياتنا ونصنع لها تمجيداً ونعيّد لها يوم 21 من كل شهر قبطى وهذه الممارسة تعبّر عن حب داخل الوجدان وهذا الحب نشأ من فكرة والفكرة هى العقيدة والفعل هو الطقس ذاته

18. + وهكذا فلابد أن تعرف الأساس العقيدى لكل فعل فى الكنيسة فمثلاً عندما وجد الأباء أنّ بعض الفئات تهاجم العذراء أمنّا وتقول إنها إنسانة عادية لذلك فقد عمل البابا كيرلس الكبير على أن يردّ على هذه الفكرة الخاطئة عمليا فرّتب الثيؤطوكيات فى التسبحة وقام بوضع مقدّمة قانون الإيمان " نعظمّك يا أم النور الحقيقى " فى مجمع وهكذا فقد وضع تمجيد العذراء كطقس ليهاجم الفكر الخاطىء بالفكر السليم مع الفعل والحياة وجعل فى كل كنيسة مذبحاً بإسم والده الإله وكذلك فى كل دير فمثلاً دير العذراء برموس هو فى الأصل بإسم القديسان الروميان مكسيموس ودوماديوس ( براموس = الروميان ) ولكن عندما بنيت كنيسة فى الدير بإسم العذراء فقط خطفت الأضواء فسمّى دير العذراء برموس

19. وهكذا أيضاً فى دير السريان فهو بإسم القديس يوحنا كاما ولكن لوجود مذبح بإسم أم النور فقد سُمى دير العذراء السريان
+ وقامت بعض الطوائف لتقول أنّ القديسون هم بشر عاديون مثلنا وأنّ الدينونة لم تحدث لتحكم ما إذا كانوا قديسين أم لا ! فردّت الكنيسة عليهم قائلةٍ أنّ هؤلاء أحبّوا المسيح من كل قلوبهم وبذلوا حياتهم من أجله حتى سفك الدم والله لا ينسى تعب المحبة فإذا كان كوب ماء بارد لا يضيع أجره فهل يأتى من يقول أنّ هؤلاء الذين وضعوا حياتهم من أجل المسيح لا يعُرف مصيرهم ؟ ولكى تثبّت الكنيسة فكرة حب الشهداء والقديسين فى أذهان أولادها قال الأباء بأن تقام الكنائس بأسماء القديسين حتى تثبت فكرة القديسين وفكرة شفاعتهم فى قلوب أبناء الكنيسة وصارت الفكرة تطبيقاً عملياً يعيشه أبناء الكنيسة من كل قلوبهم

20. القداس الالهى
القداس الإلهى هو قمة الصلوات الكنسية وهو يمثّل حضور المسيح بذاته فى وسط كنيسته وقد رتبّته الكنيسة تبعاً لوصية المسيح الذى أسسه يوم خميس العهد وكسر الخبز وقال " خذوا كلوا هذا هو جسدى " ( مر14: 22 )
فيقول بعض المشككون هل يعقل أن تقول عن الخبز أنّه جسد المسيح ؟ فنجيب ونقول أنّ السيد المسيح هو الذى رتّب ذلك ولسنا نتجاسر أن نبتدع شيئاً من أفكارنا الخاصة

21. ففى إنجيل يوحنا الإصحاح السادس أكدّ الرب يسوع عدة مرات على هذا الأمر ومن يصدّق أنّ الله صار جسداً لماذا لا يصدّق أنّ الخبز والخمر يصيران جسد ودم المسيح وهذه الفكرة قد قبلناها من المسيح وهى أنّ الخبز والخمر بالروح القدس يتحوّل إلى جسد الرب ودمه
وهكذا نؤمن وهكذا نصدّق أنّ المسيح سيظل فى كنيستة حاضراً على المذبح كل يوم حضوراً حقيقياً فى صورة جسد ودم
لذلك فالقداس هو طقس يعبّر عن وجدان وهو بدوره يعبّر عن فكرة0والمسيح نفسه قال " إصنعوا هذا لذكرى "

22. + وكلمة " ذكرى " هى فى اليونانية " أنامينيسيس anamenesis " وهى تعنى إستعاده الشىء بذاته – كما هو وكأنّ المسيح يعد أنّه سيكون حاضراً بذاته فى كل مرة يقيم فيها المسيحيون هذا السر المقدس وهو لذلك أراد إستمرارية هذا الطقس قائلاً " إصنعوا هذا لذكرى" ( لو22: 19 ) وأمر به ليكون لنا به حياة لأنّه قال " هذا هو خبز الحياة النازل من السماء « ( يو6 )

23. وكثير من القصص التى حدثت مع أبناءنا تؤكد ذلك فقد حدث أن إصطحب أحد الخدّام أولاده بمدارس الأحد لحضور القداس يوم الجمعة وبعد القداس وبعد أن تناولوا من الجسد والدم وفى طريق العودة قالت إحدى البنات الصغيرات للخادم " كانت حلوه قوى اللحمة اللى أكلناها النهاردة يا إستاذ ! " ونظر لها الأستاذ ولم يعط جواباً فقد رأت هذه الطفلة الصغيرة فى السن والعميقة فى الإيمان ما يعجز عن فهمه الفلاسفة وكثير من العلماء

24. الصوم
الصوم هو إمتناع عن الطعام وتقديم الجسد ذبيحة حب لأجل المسيح الذى بذل حياته كلها لإجلنا على الصليب وبرغم أنّه – فى الشكل الخارجى – إمتناع عن الطعام لكنّه يختلف جذرياً عن صوم باقى الديانات والمعتقدات كالهندوس أو النباتيين مثلا
0لأنّه بالنسبة لنا هو حب من القلب من أُناس أرادوا أن يعطوا المسيح من أجسادهم ذبيحة حية وأرادوا ضبط جسدهم وشهواتهم فمارسوا الصوم كممارسة حب تقدّم لله

25. + والمسيح نفسه له المجد صام وأمرنا بالصوم وأيضاً يذكر لنا الكتاب المقدس أنّه فى كثير من الأزمات كان الحل هو الصوم ( مثل صوم أهل نينوى – وصوم اليهود فى أيام أستير ) وبالصوم تخرج الشياطين كما قال لنا المسيح " هذا الجنس لا يخرج بشىء إلاّ بالصلاة والصوم " وهكذا فإنكّ لا تستطيع أن تصوم صوماً حقيقياً دون أن تدرك الهدف منه أو دون أن تدرك عمق عقيدة الصوم وأيضاً لا يليق أن تعتقد به دون أن تمارسه

26. ونجد أنّ هناك كثير من الكتب قد تناولت العقيدة والطقس بطريقة معقدّة ولم تفسرها بل إهتمت بالممارسة دون تفسير
فى حين أنّه من الهام جداً أن تفهم لماذا تفعل هذا الشىء أو ذاك لماذا نمارس الطقس ؟ إذا فهمت هذا جيداً فسوف تمارسه بطريقة روحانية
+ لذلك إذا ألغينا الوجدان والمشاعر فإنّ العقيدة عندما تتحوّل إلى ممارسة دون حب فإنّها تفقد مذاقها الروحى كفعل حب موجّه نحو الله وأيضاً إذا كان الطقس يعبّر عن فكرة محبوبة من الوجدان يكون له مذاق روحى خاص

27. الميطانية
الميطانية فى شكلها الخارجى هى سجود للإرض ثم قيام مره أخرى وكلمة " ميطانيا " تعنى تغيير الفكر
وهى ممارسة كنسية أصيلة تعبّر عن حب وإنسحاق وتوبة ومذلّة حيث نقول أثناء ممارستها عبارات خاصة بالتوبة مثل " إرحمنى ياالله " – " لصقت بالتراب نفسى " وتأتينى مشاعر إنسحاق لكى يغفر لى الله

28. وعندما يحُزن إنسان أخيه فإنّه يقبّل رأسه كوسيلة للإعتذار ولكن عندما يقبّل قدميه فهذا هو قمة الحب وهذه هى الميطانية هى تقديم توبة أمام الله وهى كفكرة محبوبة من الوجدان والقلب تمارس على شكل طقس نقدّم فيها موت وقيامة ونقدّم فيها أيضاً إعتذار لله لذلك فهى من الخارج حركة للجسد ولكنها تعبّر عن مشاعر ووجدان وهو فى الأصل يعبّر عن فكرة

29. + والميطانيا ليست شكلاً مظهرياً فقط بل هى تعبّر عن عقل متغير يطرح خطيته عند أقدام المسيح عند الصليب ثم يقوم مغفورة له خطاياه هذه المشاعر لابد أن تكون فى قلوبنا عند ممارسة الميطانيات
لذلك فلابد أن يكون هناك فهماً ووعياً عميقاً بكل أعمالنا الكنسية

30. قانون الايمان
وضعت الكنيسة فى قانون الإيمان كل أساسيات إيمان الكنيسة لذلك فكل ممارسة كنسية يقال فيها قانون الإيمان للتأكّد من سلامة إيمان الشعب إذ فيه نعلن إيماننا بالثالوث والتجسّد والقيامة والدينونة والأبدية إلخ
من أجل هذا يُتلى قانون الإيمان فى صلاة رفع بخور عشية والقداس وصلاة الإكليل ومسحة المرضى والجنّازات وصلاة الثالث وهكذا فكل ممارسات الكنيسة الطقسية يُتلى بها قانون الإيمان لأنّ الكنيسة مزجت العقيدة بالممارسات والممارسات بالعقيدة لتطمئن على سلامة إيمان أولادها وإلاّ نكون قد أضعنا إيمان أثناسيوس وديسقوروس وكل آباء الكنيسة الذين قاسوا الشدائد لكى يوصلّوا لنا هذا الإيمان سليماً
لذلك أرجو منِك اليوم أنّ كل فعل بالكنيسة يمارس أمامك كطقس يكون لديك مرجعه العقيدى لتمارسه لا كواجب أو فرض ولكن كفعل حب مقدّم لله

31. الشورية
تؤمن الكنيسة أنّ المسيح إلهنا قد تأّنس وأخذ جسداً من العذراء مريم وتعلن ذلك فى القداس الإلهى حينما يأتى الشماس بالشورية إلى الأب الكاهن ( والشورية تشير إلى بطن العذراء وبها الفحم المتوهّج علامة على المسيح الإله النار الآكلة التى لم تحرق بطن العذراء )
+ فيضع الكاهن فى المجمرة بخوراً وهو يقول " تجسّد وتأّنس " - وكأننا نرى تجسّد الكلمة – ثم يقول " وعلّمنا طرق الخلاص " ونحن نشتّم رائحة بخور جميلة – رائحة خلاص
فيدخل المسيح إلى أنفاسنا مع رائحة البخور كعربون للإتحاد فى الأبدية وهكذا فكل ممارسة نفعلها فى الكنيسة لها أصلها العقيدى

32. + فليعطنا الرب أن نرى الهدف والفكرة من وراء كل طقس نمارسة حتى نمارسة بحب من كل القلب والوجدان نحو الله تبارك إسمه فيقبل منّا كل أعمالنا ويفرح بنا ويبارك علينا.

33. 
بطريركية الاقباط الارثوذكس الاسكندرية اللجنة المركزية لاعداد الخدام