Presentation is loading. Please wait.

Presentation is loading. Please wait.

المقدمة : منذ أن خلق الله عز وجل الإنسان وأعطاه القدرة على السعي والانتشار، وهو يعمل بدأب للحصول على الغذاء الذي يتمكن به من العيش والديمومة والإبقاء على.

Similar presentations


Presentation on theme: "المقدمة : منذ أن خلق الله عز وجل الإنسان وأعطاه القدرة على السعي والانتشار، وهو يعمل بدأب للحصول على الغذاء الذي يتمكن به من العيش والديمومة والإبقاء على."— Presentation transcript:

1 المقدمة : منذ أن خلق الله عز وجل الإنسان وأعطاه القدرة على السعي والانتشار، وهو يعمل بدأب للحصول على الغذاء الذي يتمكن به من العيش والديمومة والإبقاء على ذاته، مما جعل السعي نحو إشباع رغبات الجسم وتلبية احتياجاته من الطعام أمرا فطريا وغريزيا، وهذا ما أكدته حادثة أبينا آدم عليه السلام وزوجه، إذ دفعتهما غريزة وشهوة الطعام إلى نسيان أمر الله والوقوع في المعصية ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) طه (115) ، ولعل ارتباط الغذاء بأول حاثة في تاريخ البشرية يظهر بجلاء أهمية الغذاء في حياة الإنسان وفي التأثير على سلوكه.

2 ومن أن سكن الإنسان هذه الأرض وهو يسعى بشكل دائم إلى تأمين احتياجاته من الغذاء ، حتى أصبح توفر الغذاء شرطا لازما للاستقرار والاستيطان ، وكان بذلك أن أصبح للزراعة دور حاسم في تطور الحياة البشرية واستقرارها وفي تكون المجتمعات وتطور المدنية . ومع تطور الحياة البشرية وازدهار الحضارات ، إزداد اهتمام الإنسان بالزراعة وانتاج الأغذية المختلفة (الحيوانية والنباتية) ، حتى غدت علوم الزراعة والتغذية والإغذية أبرز علوم العصر الحديث.

3 ولقد سبق الإسلام كل الأمم بحثه المسلم على العمل والزراعة وطالب المسلمين بالجد والاجتهاد في طلب الرزق وتحري الحلال الطيب والاعتدال في النفقة بعيدا عن الإسراف والتبذير. إن جميع المشكلات والأزمات التي تعاني منها البشرية، هي في الحقيقة مشكلات من صنع الإنسان نفسه، والإنسان فيها هو الجاني وهو الضحية في الوقت نفسه، وأية معالجة للمشكلات والأزمات بعيدة عن التفكير بإعادة صياغة الإنسان وتحصينه بالعقيدة الصحيحة، التي تمنحه الثقافة والرؤية للكون والحياة، التي تنبع من داخله وتتلاءم مع قناعاته وتحقق إنسانيته، وتمنحه كيفيات التعامل، وتشعره بالرقابة والمسؤولية عن مسالكه فيما يفعل وما يدع، فسوف تبوء بالفشل، وتعالج الآثار وتغفل الأسباب

4 ولعل مشكـــلة الغذاء بالذات، الذي هو قـــوام الحياة، تعتبر من أخطر المشكلات التي رافقت الإنسان في تاريخه الطويـــل منذ فجر البشرية، وما كانت تمتلك من وسائل الكســـب البسيطة، وحتى الوقت الحاضر، على الرغم من كل التطـــورات والتقنيات الهائلة التي توفرت في هذا المجال.

5 أهمية الغذاء لجسم الإنسان وحاجته إليه :
الغذاء ضروري جدا لاستقامة حياة الانسان على الأرض , فهو مصدر الطاقة ليقوم الانسان بجميع أنشطته المختلفة , ويؤدي في إعمار الأرض . ولكي يستطيع الإنسان ممارسة أعماله اليومية , لابد أن يحصل على قدر من الطعام بكميات تفى باحتياجاته من الطاقة الحرارية والعناصر الغذائية الأساسية . وتعدّ كمية الطاقة الحرارية اليومية الضرورية للفرد أساسا لتقدير احتياجاته الغذائية , وبتنويع مصادر حصوله عليها , يحصل علي كل ما يلزمه من النيتروجين والأملاح المعدنية والفيتامينات بأنواعها . وتتولد الطاقة الحرارية من التكسير الكيميائي لجزيئات الأغذية الدهنية والكربوهيدراتية والبروتينية بأنواعها . فالكربون والهيدروجين والأكسجين يولدون اللازمة لاحتياجات الفرد , فإذا زاد ما يتولد منهم عن هذه الاحتياجات , يحولها الجسم الى دهون تختزن في أجزاء مختلفة منه لاستعمالها عند الحاجة في توليد ما يحتاج إليه من الطاقة .

6 كذلك يختزن الجسم بعض أنوتع الفيتامينات والاملاح بنسب قليلة .
أما عنصر النيتروجين الموجود في المواد البروتينية , فإن الجسم يمتص منه احتياجاته اليومية لتكوين الخلايا الجديدة اللازمة لمرحلة النمو أو لتعويض التالف منها , ويطرد الزائد من هذا العنصر مع البول يوميا . وهذا يفسر ويؤكد ضرورة اعتبار أن مصادر المواد البروتينية هي المحور الرئيسى عند اختيار وتكوين الوجبات اليومية , بحيث تضمن حصول الفرد على احتياجاته منها يوميا . والغذاء الصحي هو ذلك الغذء الذي يشتمل على جميع العناصر الغذائية الضرورية للإنسان , بالنسب المتوازنة التي لا ينتج عنها آثار سلبية . فاعتياد نوع واد من الغذاء دائما , يعد من الأنماط الغذائية الخاطئة , مثله تماما الإفراط في تناول كميات كبيرة من غذاء بذاته . والغذاء الصحي المتوازن يظهر أثره على الإنسان في صورة وجه مشرق متدفق بالحيوية والدموية , وبدن سليم معاف يقاوم أية وعكة يتعرض لها , وذهن صاف متجدد الفكر حاضر البديهة , وأن اختلفت درجات هذه الصفات وتفاوتت من إنسان لآخر .

7 مفهوم تلوث الغذاء : لقد كان للتقدم العلمي والتقنى الذي واكب النصف الثاني من القرن العشرين أكبر الأثر في ظهور العديد من الطناعات الجديدة . ومن أهم تلك الصناعات : صناعة الأغذية . وفي الحقيقة , فإنه من خلال المراحل المختلفة التي تمر بها عملية صناعة الغذاء وحفظه , قد تتسرب بعض المواد الكيميائية إلى الأغذية بطريقة غير مباشرة خلال عمليات التجهيز والإنتاج والتعبئة . كما أنه قد تضاف مواد كيميائية إلى الأغذية – بطريقة متعمدة – بهدف حفظها من التلف , أو إكسابها لونا جذابا أو طعما مستساغا , أو نكهة مميزة . ونظرا لتغير أنماط حياة الناس في هذه الأيام – بسبب خروج المرأة للعمل وبعدها عن البيت لفترات قد تطول حسب ظروف وطبيعة عملها , وبسبب إيقاع الحياة السريع – أقبل الناس على تناول الأطعمة المجهزة والأغذية المحفوظة , وذلك علي حساب تناولهم للأطعمة الطازجة .

8 ويمكن تعريف تلوث الغذاء بأنه : « فساد الأغذية وتلفها بسبب احتوائها على جراثيم أو فيروسات أو مواد كيميائية أو مشعة , أو تعرضها لإحدى هذه المواد .. بما يؤذي الى الإضرار بمن يتناول هذه الأغذية » . ومن الأمور الغريبة والعجيبة واللافتة للانتباة , أنه في بلادنا , وفي معظم البلدان النامية , نجد أنماط وسلوكيات نعجب لها , ولا نعيرها اهتماما . ولذلك نعد نحن – بسلوكنا السلبي نحوها – شركاء فيها , بل نصل إلى نفس درجة فاعليها فهي سلوكيات وممارسات يفعلها بعض البشر – يوميا – فتصيب غذاءنا بالتلوث والفساد , ويصبح الغذاء الذي نتناوله ليقوى أجسامنا ويقينا من شر الأمراض . . يصبح هو نفسه أحد مصادر إصابتنا بالأمراض الخطيرة .

9 الأسس العامة لفساد الأغذية:
يقصد بالفساد هنا التغير الذي يطرأ على المادة الغذائية ويحولها الى مادة غير مقبوله عند المستهلك . ويختلف ذالك حسب عادات الشعوب وتقاليدها فقد يعتبر غذاء فاسدا وغير مقبول في مجتمع ويعتبر مقبول في مجتمع واخر وقد يختلف من شخص الى آخر في بعض الاحيان . فعلى سبيل المثال يؤكل البيض بالاجنة في جنوب شرق اسيا بينما يعتبر هذا البيض فاسدا في بقية بلدان العالم و المصريون ياكلون السمك المتفسخ ويعتبرونة من الأكلات الشعبية حيث يطلقون علية اسم (الفسيخ), وبعض الانجليز لا يأكلون اللحم إلا بعد تعتيقه وبعد أن يصبح ذا رائحة نتنة , بينما يعتبر بقية الناس جميع الأغذاية التي ذكرناها غذاء فاسدا . وعلى الرغم من اختلاف الناس في عاداتهم وتقاليدهم في الأغذية فإنه يوجد هناك صفات عامة حول صلاحية المادة الغذائية للاستهلاك البشري يتفق عليها الجميع ومن هذه الصفات:

10 درجة النضج : حيث يجب ان تصل الفواكة الى حالة نضج معينة حتى يتمكن الانسان من استهلاكها , ويفضل أكثر الناس كذلك الدجاج غير المسن. الخلو من التلوث في أية مرحلة من مراحل الانتاج والتداول: فمن ذلك مثلا أنه يجب عدم استهلاك الخضروات وهي طازجة عند تسميدها بالفضلات وعدم استهلاك المحارات المصطادة من مياه ملوثة , ورفض الأغذية التي تداولها عمال مرضى ولا تتوفر فيهم شروط النظافة , وعدم استهلاك الأغذية الملوثة من الذباب والقوارض . خلو الأغذية من التغيرات الناتجة عن مهاجمة الأحياء الدقيقة أو فعل الأنزيمات في الأغذية. هناك بعض التغيرت التي تحدث فيغذاء معين فيعتبر فاسجا، من ذلك مثلا تحلل البروتين، فإنه يعتبر فسادا في اللحوم ، وضروريا لانضاجها واكسابها نكهة متمزة.

11 أسباب الفساد ويسمى الغذاء الذي يحدث فيه تحلل وتغيرات غير مطلوبة غذاء فاسدا، وليس كذلك الغذاء الذي لا يصلح للأكل لأسباب صحية، وقد يعود الفساد إلى سبب أو أكثر من الأسباب الآتية: نمو الأحياء الدقيقة ونشاطها. الحشرات. فعالية الأنزيمات في الأغذية الجيوانية أو النباتية. التفاعلات الكيميائية غير تلك التي تحفز بوساطة الأنزيمات. التغيرات الفيزيائية مثل تلك التي يسببها التجمد أو الحرق أو التجفيف أو الضغط أو العوامل الأخرى.

12 تصنيف الأغذية حسب قابلية فسادها
تقسم الأغذية حسب سهولة فسادها إلى ثلاثة مجموعات: أغذية غير قابلة للفسادNonperishable Foods : وهي الأغذية التي لا تفسد إلا في حالة تداولها دون عناية وتشمل السكر والطحين والبقولبات الجافة. أغذية شبه قابلة للفساد Semi-perishable Foods : وهي الأغذية التي تبقى في حالة تداولها وخزنها بصورة مناسبة وبعناية دون فساد إلى فترة زمنيةطويلة نسبيا مثل البطاطا وبعض أنواع التفاح. أغذية قابلة للفسادPerishable Foods : وهي الأغذية التي تفسد بصورة سريعة جدا ما لم تستخدم طرق خاصة لحفظها وتشمل معظم الأغذية المهمة كاللحوم والاسماك ولحوم الدواجن ومعظم الفواكه والخضروات والبيض والحليب. وتقع معظم الأغذية في احدى المجموعات السابقة الذكر ولكن البعض منها يكون على الحد الفاصل بين هذه المجموعات مما يصعب وضعه في احداها.

13 نظرة الإسلام إلى الغذاء والتغذية :
لما كانت الزراعة ضرورية لتوفير الغذاء وتأمين احتياجات الإنسان منه، فقد حث الإسلام على الاهتمام بالزراعة باعتبارها الركيزة الأساسية في بناء الاقتصاد القوي وتأمين الحياة الكريمة، وباعتبارها المصدر الأساسي والرئيس في توفير الغذاء ، فقال صلى الله عليه وسلم : "لا يغرس المسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة". رواه مسلم عن جابر بن عبدالله، وقال عليه الصلاة والسلام : " إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل " رواه أحمد عن أنس بن مالك. كما حث الإسلام على تنمية القطاع الزراعي وزيادة رفعته من خلال حثه على إعمار الأرض البوار واستصلاحها بالزراعة ، فقال عليه الصلاة والسلام : " من أحيا أرضا ميتة فهي له" ، رواه الترمذي عن جابر بن عبدالله، كما نهى الإسلام عن كل ما يؤدي إلى الضرر بالقطاع الزراعي ويتسبب في الإخلال بالأمن الغذائي ، فقال عليه الصلاة والسلام : "من قطع سدرة صوب الله رأسه بالنار" ، رواه أبو داوود عن عبدالله بن حبشي. ()

14 وقد أشار القرآن الكريم على هذا المعنى من خلال نهيه عن الفساد والإفساد في الأرض، والذي يتضمن الإضرار بالثروة الحيوانية والنباتية ، فقال تبارك وتعالى: { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام . وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} البقرة (205). ونظرا لما يتطلبه الحصول على الغذاء من بذل للجهد والوقت ، ولما يحتاجه ذلك من تطوير لأساليب العمل والإنتاج والتصنيع، ومنه الإنتاج والتصنيع الزراعي، فقد حث الإسلام على العمل والاحتراف والكسب الحلال الطيب، لقوله صلى الله عليه وسلم : " خير الكسب كسب يد العامل إذا نصح" رواه أحمد عن أبي هريرة ، وقال عليه الصلاة والسلام حاثا على الأكل من كسب اليد الحلال: " ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" ، رواه البخاري. كما دلت الآية الكريمة على ضرورة السعي في طلب الرزق والسير

15 في الأرض وبذل الجهد في سبيل تأمين الرزق ، فقال جل من قائل: { هو الذي جعل الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} الملك (15). وقد حث الإسلام أتباعه على الانتفاع بما خلق الله لعباده من الطيبات بغية التعرف على نعم الله وعطاياه ، والتي من أظهرها أنواع الطعام المختلفة ، قال جل وعلا : { ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش، قليلا ما تشكرون} الأعراف (10)، وقال عز من قائل : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} البقرة (172) . كما حرم الإسلام على أتباعه حرمان أنفسهم من التمتع والتلذذ بطيبات ما أحل لهم من الرزق فقال جل وعلا: { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} وبين أن في ذلك تعديا على حدود الله وتجاوزا لأوامر ، فقال جل وعلا في

16 آخر الآية : { ولا تعتدوا ، إن الله لا يحب المعتدين} المائدة (87)
آخر الآية : { ولا تعتدوا ، إن الله لا يحب المعتدين} المائدة (87) . وقال جل من قائل: { وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون} المائدة (88). وفي الربط ما بين التقوى والأكل من رزق الله دليل واضح وصريح على ضرورة الالتزام بمنهج الله وتطبيق أوامر واجتناب نواهيه، فيما يتعلق بالحصول على الغذاء وتناوله ، والتأكيد على ضرورة الحرص على الحلال وتجنب الحرام، لما لذلك من تأثير كبير على حياة الإنسان وسلوكه ومعاشه. ويظهر اهتمام الإسلام بالغذاء من كونه يشكل مع قضية الأجل القضية المحورية والعمود الفقري في حياة الإنسان، وتبلور أفكاره وتبديد هواجسه، وكثيرا من الحروب الأزمات النزاعات والخلافات في العالم سببها اقتصادي أو نتيجة لأزمة غذاء.

17 فلسفة التغذية في الإسلام :
إن الإسلام قد ربط كل عمل يقوم به المسلم في حياته بغاية عظمى وهدف سام يعيش له المسلم ويحيى من أجله، ألاوهو تحقيق العبودية لله عز وجل، { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ب العالمين} الأنعام} (162). , {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} البينة (5) . والتغذية شأنها شأن أي مفردة من مفردات حياة الإنسان المسلم غايتها التقوي على طاعة الله والاستعانة بهذا الغذاء في توفير الطاقة اللازمة للجسم وللمحافظة على صحته بما يضمن بقاءه واستمراره على تأدية الواجبات والقيام بحقوق العبودية لله عز وجل واعمار الأرض وفق منهج الله.

18 وهذا ما دل عليه أحد السلف الصالح رضوان الله عليهم : " إني لأحتسب لله أكلتي وشربتي كما أحتسب نومتي وقومتي" . وقد كان لهذه الفلسفة الأثر الكبير في ترشيد نظرة المسلم للغذاء وترشيد التعامل معه، فهو يعتبره وسيلة لا غاية يجهد من أجلها وفي سبيل تحقيقها إشباعا لرغباته وشهواته نفسه ، وهو بذلك يضمن لنفسه أن يجنبها غوائل الإسراف والتبذير في طلب الطعام وتناوله ويكون بذلك أيضا قد أعفى نفسه من الكثير من المشاكل الصحية . وفي هذا المعنى يصدق حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار، وتعس عبد القطيفة ، تعس عبد الخبيصة ( وهي نوع من أنواع الطعام) ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش" ، وبما أن الإسلام قد أوجب على اتباعه حفظ أجسامهم وتجنبها كل ما يؤذيها ويلحق الضرر بها { ولا تقتلوا أنفسكم ، إن الله كان بكم رحيما} ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ضرر ولا ضرار" ، فقد أصبح تباعا من الواجب شرعا على المسلم أن يعتني بغذائه وأن يحرص على تلبية احتياجات جسمه من جميع العناصر الغذائية التي يضمن توفرها الإبقاء على الجسم صحيحا سليما بعيدا عن الأمراض، وكذلك الحرص على تجنب الأغذية الضارة التي تسبب المشاكل الصحية والأمراض للجسم.

19 مفهوم الاكتفاء الذاتي الغذائي :
الأمن الغذائي : قضية الأمن الغذاء مشكلة جوهرية بل إنها تأخذ أهمية قصوى في ظل بعض الظروف السياسية الخاصة، وتزايد السكان المطرد يتطلب تنمية زراعية متطورة ومدروسة ولفهم أبعاد هذه المسألة لا بد من التعريف ببعض المصطلحات التي ينبني عليها هذا الميدان. مفهوم الاكتفاء الذاتي الغذائي : يعرف الاكتفاء الذاتي الغذائي "بقدرة المجتمع على تحقيق الاعتماد الكامل على النفس وعلى الموارد والإمكانات الذاتية في إنتاج كل احتياجاته الغذائية محليا". إلا أن هذا المفهوم أثيرت حوله مجموعة من التحفظات أهمها: الطابع الأيديولوجي لهذا المفهوم. نسبية مفهوم الاكتفاء الذاتي الغذائي. إمكانية تحقيق هذا الهدف عمليا. مدى العقلانية الاقتصادية لهذا المفهوم.

20 فمفهوم الاكتفاء الغذائي الكامل يعتبر مفهوما عاما وغير واضح إذا لم يوضع في إطار جغرافي وتاريخي محدد، كما أنه في بعض الأحيان يحمل شحنة أيديولوجية. ويتعلق التحفظ الثاني بنسبية مفهوم الاكتفاء الذاتي الغذائي، هل هو عند الحد الأدنى في توفير الاحتياجات الغذائية أو الحد المتوسط أو الحد الأعلى؟ فلابد من ربط هذا بالمستوى الاقتصادي والمعيشي للمجتمعات أو المجتمع موضع الدراسة. كما يعتبر التحفظ الثالث أن الاكتفاء الذاتي الغذائي الكامل قد يكون هدفا قوميا نبيلا، إلا أن تحقيقه مرتبط بالدرجة الأولى بالموارد المتاحة وقدرتها على الوفاء بالاحتياجات. وقد يقرر أحد الأقطار المضي في تحقيق هذا الهدف، إلا أن ذلك يكلفه تضحيات اقتصادية واجتماعية باهظة إذا ما قورنت بحلول أكثر وسطية. أما التحفظ الأخير فيتعلق بمدى العقلانية في القرار الاقتصادي القاضي بسياسة الاكتفاء الذاتي الغذائي الكامل، إذ الموارد الزراعية محدودة وقطاع الزراعة هش لأنه يرتبط بصورة مباشرة بالتغيرات المناخية مما يجعل التعويل عليه بصورة مطلقة قرارا اقتصاديا غير رشيد. كما أنه في ظل العولمة الاقتصادية وما

21 رافقها من تحرير التبادل التجاري في إطار المنظمة العالمية للتجارة، فإن معيار الاختيار الرشيد يميل إلى اعتبار التكلفة الأفضل بغض النظر أو دون تمييز بين إنتاج محلي أو إنتاج خارجي. وهناك اعتبار ثالث يتعلق بارتفاع مستويات المعيشة وتعدد متطلبات وأذواق المستهلكين لدرجة يصعب معها أن تنتج كلها محليا. ورغم وجاهة التحفظات حول مفهوم الاكتفاء الغذائي الذاتي الكامل فإن اعتماد سياسة الاكتفاء الذاتي الكامل أو الجزئي من السلع الاستهلاكية يعتبر خيارا إستراتيجيا يجب على الدول العربية عدم التنازل عنه مهما كلف من ثمن. ونجد على المستوى العالمي أمثلة حية في التضحية الاقتصادية في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض السلع الأساسية، كما هو الحال في سياسة زراعة الأرز وزراعة القمح في المملكة العربية السعودية. وعلى العموم فإن الباحثين الاقتصاديين يعتبرون أنه في ظل التحولات الاقتصادية العالمية وما رافقها من تحرير التبادل التجاري فإن مفهوم الاكتفاء الغذائي الذاتي الكامل مفهوم طوباوي بل مرفوض لأنه يؤدي إلى إيقاف جميع العلاقات التجارية الخاصة بالمواد الغذائية مع الدول الأخرى. لذا فإن معظم الدارسين يميلون إلى استخدام مفهوم الأمن الغذائي بدل الاكتفاء الغذائي الكامل لخلوه من أي شحنة دلالية أيديولوجية.

22 مفهوم الأمن الغذائي : يمكن التمييز بين مستويين للأمن الغذائي: مطلق ونسبي. فالأمن الغذائي المطلق يعني إنتاج الغذاء داخل الدولة الواحدة بما يعادل أو يفوق الطلب المحلي، وهذا المستوى مرادف للاكتفاء الذاتي الكامل ويعرف أيضا بالأمن الغذائي الذاتي. ومن الواضح أن مثل هذا التحديد المطلق الواسع للأمن الغذائي توجه له انتقادات كثيرة إضافة إلى أنه غير واقعي، كما أنه يفوت على الدولة أو القطر المعني إمكانية الاستفادة من التجارة الدولية القائمة على التخصص وتقسيم العمل واستغلال المزايا النسبية. أما الأمن الغذائي النسبي فيعني قدرة دولة ما أو مجموعة من الدول على توفير السلع والمواد الغذائية كليا أو جزئيا. ويعرّف أيضا بأنه قدرة قطر ما أو مجموعة أقطار على توفير احتياجات مجتمعهم أو مجتمعاتهم من السلع الغذائية الأساسية كليا أو جزئيا وضمان الحد الأدنى من تلك الاحتياجات بانتظام. وبناء على هذا التعريف السابق فإن مفهوم الأمن الغذائي النسبي لا يعني بالضرورة إنتاج كل الاحتياجات الغذائية الأساسية, بل يقصد به أساسا توفير المواد اللازمة لتوفير هذه الاحتياجات من خلال منتجات أخرى يتمتع فيها القطر المعني أو الأقطار المعنية بميزة نسبية على الأقطار الأخرى. وبالتالي فإن المفهوم النسبي للأمن الغذائي يعني تأمين الغذاء بالتعاون مع الآخرين.

23 وجود السلع الغذائية في السوق بشكل دائم.
وتجدر الإشارة إلى أن مفهوم الأمن الغذائي ينبغي أن يؤسس على ثلاثة مرتكزات: وفرة السلع الغذائية. وجود السلع الغذائية في السوق بشكل دائم. أن تكون أسعار السلع في متناول المواطنين. أمان الغذاء : عرف العالم ابتداء من منتصف الثمانينات أمنا غذائيا نسبيا بسبب -بشكل رئيسي- تزايد استخدام الكيماويات في الزراعة الحديثة. إلا أن تزايد الإنتاجية الزراعية بهذه الطريقة جلب مخاوف كثيرة للمستهلكين، وبدأ الحديث عن طريقة جديدة لزيادة الإنتاجية أكثر أمانا لصحة الإنسان كالزراعة البديلة أو الزراعة العضوية. فما هو أمان الغذاء إذاً؟

24 إن مفهوم منظمة الصحة العالمية للأمان الغذائي يعني كل الظروف والمعايير الضرورية اللازمة -خلال عمليات إنتاج وتصنيع وتخزين وتوزيع وإعداد الغذاء- لضمان أن يكون الغذاء آمنا وموثوقا به وصحيا وملائما للاستهلاك الآدمي. فأمان الغذاء متعلق بكل المراحل من مرحلة الإنتاج الزراعي وحتى لحظة الاستهلاك من طرف المستهلك الأخير. ويذكرنا علم التسويق "Marketing" في مجال السلع الغذائية أن الاهتمام في المرحلة الأولى كان منصبا على توفير السلع الغذائية، أي أن الاهتمام كان منصبا على الكم لأن الطلب يفوق العرض. ثم بدأت بعد ذلك مرحلة الاهتمام بالجودة والنوعية أو الموازنة بين الكم والكيف في السلع الغذائية. وحاليا في المرحلة الأخيرة بدأ التركيز على الأبعاد الصحية للسلع الغذائية أو ما يعرف بأمان الغذاء، وزاد هذا الاهتمام أكثر بعد ظهور مرض جنون البقر والحمى القلاعية وما أحدثاه من تخوف عالمي.

25 ويؤخذ من هذا التعريف أن على المزارع الالتزام بما يلي:
د- الزراعة العضوية تعرف الزراعة العضوية بأنها نظام إنتاجي يتحاشى -أو يستبعد إلى حد كبير- المخصبات المركبة صناعيا والمبيدات الحشرية ومنظمات النمو وإضافات العلف الحيواني. وتعتمد نظم الزراعة العضوية إلى أقصى حد ممكن على نظام الدورات الزراعية (تعاقب المحاصيل) ومخلفات المحاصيل والسماد الحيواني والبقول والأسمدة الخضراء والمخلفات العضوية للمزرعة والأساليب البيولوجية -كمكافحة الآفات- للمحافظة على إنتاجية التربة الزراعية وطبيعتها وتوفير العناصر الغذائية للنبات ومكافحة الحشرات والآفات الأخرى. ويؤخذ من هذا التعريف أن على المزارع الالتزام بما يلي: الكف عن استخدام المخصبات والكيماويات المركبة صناعيا. اتباع نهج المحاصيل المتعاقبة أو الدورات الزراعية. اعتبار التربة الزراعية نظاما حيا يجب المحافظة عليه وتنميته.

26 غير أنه تجب الإشارة إلى أن الكف عن استخدام الكيماويات ليس على إطلاقه بل يعني تحاشي الاستخدام المباشر والروتيني للكيماويات الجاهزة,. وعندما يكون استخدام هذه المركبات والمواد ضروريا فإنه يلزم استخدام أقل المعدلات إخلالا بالبيئة. كما يجب الانتباه إلى أن تقييم الزراعة البديلة أو الزراعة العضوية يجب أن يكون على أساس تأثير هذه الزراعة على الإنتاجية وعلى المنتًج الغذائي وعلى البيئة. فعلى مستوى الإنتاجية تبين بعض الدراسات أن الإنتاجية الزراعية تتراجع بنسبة 24% عند استخدام الزراعة العضوية بدل الزراعة التقليدية المعتمدة بالأساس على المخصبات المركبة صناعيا. أما فيما يتعلق بالمنتَج الغذائي فإن الزراعة العضوية تعتبر أقل احتواء على المبيدات الحيوية والنترات من الزراعة التقليدية، كما تعتبر أغنى بالبروتينات والفيتامينات والسكريات والحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور.

27 ويتم التكثيف الزراعي من خلال عدة آليات:
هـ- التكثيف الزراعي: يعرف التكثيف الزراعي بأنه تكثيف العائد من استخدام الموارد. ومن المعروف أن محددات التوسع الزراعي هي الأرض والماء، لذا فإن التكثيف الزراعي يتم عن طريق تعظيم الإنتاج لوحدة المساحة من الأرض أو وحدة المتر المكعب من الماء أو كليهما. إلا أنه في بعض الحالات يعتبر تكثيف إنتاجية عنصر العمل ورأس المال من عوامل التكثيف الزراعي. ويتم التكثيف الزراعي من خلال عدة آليات:

28 الأولى- زيادة إنتاجية المحاصيل النباتية والحيوانية لوحدة المساحة من الأرض والمتر المكعب من الماء. وترتكز الجهود المبذولة لزيادة إنتاجية المحاصيل النباتية والحيوانية على تربية أصناف نباتية جديدة أو تربية سلالات حيوانية جديدة ثم إدخال هذه الأصناف والسلالات الزراعية في ظروف إنتاج أفضل تمكنها من تحقيق ما تتيحه لها طاقاتها الوراثية. الثانية- زيادة المحاصيل المزروعة في نفس مساحة الأرض في نفس السنة، أو ما يعرف بتكثيف المحصول. إلا أن هذا التكثيف لا يمكن أن يتم إلا بعد توافر مجموعة من العوامل مثل الظروف المناخية الملائمة ومياه ري كافية وكفاءات بشرية وخصوبة الأرض وشروط متعلقة بطبيعة المحاصيل. الثالثة- التحول من زراعات أقل قيمة نقدية إلى أخرى أعلى قيمة. الرابعة- صناعة الزراعة، وهي درجة عالية من التكثيف الزراعي، وتتم عن طريق زراعة العديد من المحاصيل في بيوت ضخمة وظروف خاضعة للتحكم فيها من الحرارة والرطوبة والإضاءة ومكافحة الأمراض.

29 تزايد أعداد السكان الهائل .
أسباب نقص الغذاء : مشاكل صناعية . مشاكل زراعية . الحروب والاستعمار . تلوث الغذاء أو تلويثه . تزايد أعداد السكان الهائل . حرق كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية للمحافظة علي الاسعار. زحف المدن والمرافق والطرق على الأراضي الزراعية . تراجع الإنتاج العالمي من الحبوب . التأثيرات السلبية للعولمة واتفاقيات التجارة العالمية على الدول النامية فشل برامج التنمية .

30 الحد من المشاكل الصناعية الحد من المشاكل الزراعية
معالجات نقص في الغذاء : الحد من المشاكل الصناعية الحد من المشاكل الزراعية الحلول السلميه لفض المنازعات تقليل نسبة السكان منع حرق المحاصيل الزراعية تقليل من زحف المدن والمرافق والطرق على الأراضي الزراعية زيادت الإنتاج من الغذاء وضع خطط تنموية حسب احتياجات وامكانيات البلد

31 الخاتمة: لقد واجه الإنسان الفقر والعوز والمجاعة ونقص الغذاء حين كان عدد سكان الأرض لا يزيد عن بضع ملايين ، بل إن التاريخ يظهر لنا أن تلك الرزايا كانت أكثر وأعم وأشمل عندما كان البشر قلة، وأنها أخذت تقل وتتقلص كلما زاد عددهم وارتقى مستواهم العلمي والعقلي، وأن الطبيعة تستجيب دائمًا لكثرتهم فالمشكلة إذن هي مشكلة الإنسان، الذي هو الجاني وهو الضحية -كما أسلفنا- وليست مشكلة الموارد.. إنها مشكلة القيم التي تحكم فلسفة الإنسان وتشكل بعده الثقافي، وتقبع وراء مسالكه وتعامله مع الطبيعة والآخر.. مشكلة الأثرة، وسوء التوزيع، وغياب التكامل. فالدلالة واضحة على أن المشكلة كل المشكلة في الفلسفة التي تحكم المسالك وينتج عنها سوء التوزيع والظلم الاجتماعي، وليست المشكلة نضوب الموارد. وخلاصة القول: إن المشكلة ليست في عجز الطبيعة، وإنما هي في مسؤولية الإنسان.

32 وبالإمكان القول: إن مجموعة الحلول والطروحات التي حاولت معالجة أزمة الغذاء في العالم ، لم تتحقق بالنتيجة المأمولة، وقد يكون السبب في ذلك أنها اقتصرت في معظمها على رصد الأزمة وتشخيصها، وتتبع آثارها السلبية، والبحث في بعض أسبابها، الأمور التي تعتبر مقدمات لا بد منها لترشد إلى الحل، لكن الإشكالية أنها توقفت في معظمها عند حدود التشخيص والوصف دون تقديم الحلول الممكنة والمتاحة والقابلة للتطبيق، من خلال دراسة الظروف المحيطة والمعادلة الاجتماعية للأمة، واستيعاب المركب الثقافي المطلوب ليشكل الرحم الذي تتحرك فيه تلك الحلول.

33 نشكركم على حسن استماعكم


Download ppt "المقدمة : منذ أن خلق الله عز وجل الإنسان وأعطاه القدرة على السعي والانتشار، وهو يعمل بدأب للحصول على الغذاء الذي يتمكن به من العيش والديمومة والإبقاء على."

Similar presentations


Ads by Google